بنفس السم... سينتحر السلطان كما انتحر الإمبراطور - شارع محمد محمود
أنظر الى صور الشباب الذين لقوا حتفهم منذ 19 نوفمبر 2012. هل تستطيع التفريق بين صورهم وصور شهداء غزة وسوريا؟ هذا دليل على أن لا فرق بين مصر ودولها المجاورة من حيث الظلم وأشكاله المتباينة. نستطيع بكل ضمير الآن وبعد أكثر من 5 أشهر من حكم محمد مرسي ان نجزم بأن الداخلية مازالت على عقيدتها، وأن القمع الذي يستخدمه طواغيت السلطة والمال لا يختلف عن القمع الذي يلجأ إليه طواغيت "الدين". سواء كنت تتفق أو تختلف معي، ولكن إن أمعنت في مشاهدة المشهد ستجد أن شيئا لم يتغير، إن لم يكن يزداد سوءا.
هنالك لحظات يخاف المرء منها على نفسه أن تفلت وتخرج عن السياق... تلك هي اللحظة عندما يموت لك حبيب أو قريب أو صديق... والبارحة قُتل الشاب الناشط المنتمي لـ 6 إبريل على يد شرطة مرسي، هذا كان نفس الشاب الذي يحتفل بفوز مرسي بالرئاسة يوم نجاحه بها على مرشح النظام القديم. الخوف اليوم ليس من الإخوان أو حماقات زائدة من التيار "الإسلامي"، بل الخوف عليه من ردة فعل كل شاب غاضب سيفقد شعوره... والخوف على البلد التي ستشهد مسخرة محققة يكون سببها كالعادة مدعي التدين. اليوم الجمعة القادم يبدو أنه سيكون يوم ساخن جدا ضد التيار الإسلامي الذي يود الاستحواذ على كل شيء في سبيل "خلافة" أو خرافة. السؤال الآن... كيف سيواجه المتأسلمون الذين وصلوا إلى السلطة غضبة الشباب الثائر (والشباب المُحق الطاهر المثقف)؟ هل سيرتكبوا حماقة حديدة أو جريمة جديدة؟
أو هل سيستجيب مرسي إلى أوامر (وليست مطالب) الشباب بخصوص حل الحكومة مثلا أم سيمارس حمقاً جديدا؟
الظاهر من الأمر أن حكم الإخوان ليس كما تخيلنا... أسطورة الـ 100 يوم اتضح أنها حكاية سمجة ومضللة، وعصفور النهضة اليوم يقضي حاجته، وبكل ارتياح، فوق رؤوسنا جميعاً. أنا لا أدعوا لممارسة عنف ضد الإخوان كما مارسوه على الشعب المصري، بل أدعو الإخوان إلى الخروج الآمن... لأنهم إذا سقطوا في هذا الزمن لن ينهضوا ثانية إلى الأبد...
اتقوا الله في الشعب
Comments
Post a Comment