الحلقة الثالثة: ماذا قال عبد الناصر للسادات بعد وفاتهما - حوار الرفيق الأعلى

وصاح السادات بأسلوب ودود...

"يا جمال! هوا انت يعني كنت عايزني أرجع سيناء إزاي؟ الوضع ساعتها كان يتطلب كده! كان لاااااااازم أتحالف مع الأمريكان وأدخل معاهم في سياسة تنقذ مصر، الوضع كان سيء! الروس كانوا شبه محتلين البلد بعد ما انت مت! وكانوا بيتقاعسوا في توفير السلاح!"


ناصر: يا سادات إنت عملت كل حاجة ضد الخط إللي كنت أنا ماشي فيه، أنا كانت سياستي مع الروس ضرورة منطقية عشان انا كنت عارف إن الأمريكان مش هايتعونوا معايا إلا لما أتنازل لإسرائيل، عن أرض أو غير أرض، وكنت أنا إللي مضطر ألجأ للشرق عشان كانوا أعداء الأمريكان حلفاء إسرائيل! ده غير إني كنت بقوي وأدعم الصناعة الوطنية عشان نستقل عن أي دولة مهما كان اتجاهها! يا أنور انت حاربتني في قبري والحرب اللي كانت هاتقوم بعد شهرين من موتي أجلتها لـسنة 73 لحد ما أبرمت اتفاقات مع الأمريكان، وكمان طورت الهجوم عشان تقصر أمد الحرب وتتحاصر، وماسمعتش كلام الفريق الشاذلي رئيس الأركان وخرجت عن خططه الحربية واتجهت إلى خطط سياسية بحته! ده إنت يا راجل كنت حتى بتحاربني بالمبادىء، أنت اللي صحيت الإخوان من القبر اللي دفنتهم فيه، وقويت التيارات الإسلامية والجهادية المتشددة عشان تحارب الناصريين والشيوعيين (كما تسميهم) في الجامعات والمؤسسات!

ضحك السادات بضحكته المشهورة وهو يقاطع: يا جمال! يا جمال! بقى انت تصدق إني أنا! أنا اللي كنت بأيدك في كل قراراتك والوحيد اللي كنت مُخلص لك، أحاربك؟ ده الناصريين دول يا راجل أنا كنت أولهم... أنا كنت بأيد التيارات الإسلامية عشان أنا كنت عارف إن فيه... بركان بيغلي ومنظمات سرية في البلد وخلايا نايمة وكان لااااااااازم أكشفهم بإني أطلعهم للنور! كان لاااااااااااااازم يطلعي على السطح عشان أستحوذ عليهم وأنهي أعمالهم...

ناصر: مش مصدقك يا أنور، كل شيء بخصوص التيارات المتشددة والإخوان كان في المخابرات، إنت يا أنور غذيت قطة ضعيفة لحد ما بقت أسد كبير، ولما اهتمامك راح لكامب دايفيد والسلام اللي خلى سيناء منزوعة السلاح وبلا تعمير، أكلك الأسد لما جاع، والعبرة بالخواتيم...

السادات: إنت بتظلمني يا جمال، انا نيتي كانت دايما لصالح مصر، وأنا ياما قلت على الإخوان اللي ماتقالش! أنا اللي قلت إننا زمان دعيناهم للاشتراك في ثورة 1952 وجبنوا وخافوا... وانا اللي سجنتهم زيك وكنت خلاص هاحطهم في حجمهم الطبيعي! بس قدر ربنا بقى!

جمال: حجمهم؟ حجمهم دلوقتي بعد ثورة 25 يناير بقى مسخرة، دول خدوا الرياسة يا استاذ يا رئيس يا مؤمن يا بتاع البايب، أهم اتمسكنوا مع تلميذك حسني مبارك لحد ما ركبوا ثورة الشباب الطاهر الجدعان وخلوا محمد بيه #مرسي الاستبن رئيس لمصر، بقى ده يحكم مصر؟ إنسان بلا هدف واضح ومضلل وبيدحك على الناس الطيبين بالدين، كله بسببك يا أنور، ماحدش خلا للإخوان قيمة في العالم غيرك! 

حدق السادات في العالم الحاضر وهو يدخن من الغليون، ويشاهد الحرب في شوارع محمد محمود والقصر العيني، ويشاهد وجه مرسي باشمئزاز، وتحدث إليه بصوت منخفض "الله يلعنك!! الله يلعنك يا مرسي إنت والإخوان في يوم واحد! خليت رقبتي قد السمسمة قدام جمال، طب أرد عليه ازاي دلوقتي؟؟؟"

وجد السادات حسين عبد الغني يتحدث باسم جبهة الانقاذ الوطني في مؤتمر صحفي، فصاح فيه السادات لعله يسمع... "... طب رد عليه انت يا حسين......."




Comments