ماذا قال عبد الناصر للسادات بعد موتهما (حوار الرفيق الأعلى) - الحلقة الأولى
دخل السادات إلى الغرفة الفسيحة آتياً من ظلام دامس, ضبط سترته وأمسك بالغليون الذي يدخنه... نظر عبر عدسات نظارته إلى الجالس أمامه يدخن سيجارة ويرتدي بذلة بسيطة من طراز الستينيات ... إذا به يحدق فيه ... إنه جمال عبد الناص! هرول إليه السادات ومد يده ليصافح قائده القديم, نظر ناصر إلى الرجل أعلاه بنظرة اشتهر بها دائماً وامتنع عن مصافحة السادات!
السادات : إيه يا جمال؟ مش هاتسلم عليا ولا إيه؟
ناصر : (أخرج دخان سيجارته بزفير غاضب) لأ طبعاً! إنت عايزني أسلم عليك بعد إللي إنت عملته في مصر ده!
السادات : (صدم الرجل وانتفض راجعاً إلى الخلف) الله! إللي أنا عملته! إللي أنا عملته ده هاينقل مصر في المستقبل نقلة كبيرة!
ناصر : ماهي اتنقلت نقلة كبيرة فعلاً, كتر خيرك يا أنور! وإيه ده؟ إيه كل الرصاص إللي في صدرك ده؟
السادات : دول الولاد الخونة بتوع الإخوان و الجماعات الإسلامية! منهم لله! قتلوني يا جمال!
ناصر : وما لبستش الواقي ضد الرصاص زي ما جيهان نصحتك ليه؟
السادات : إيه ده! إنت عرفت الموضوع ده إزاي؟!
ناصر : (يضحك) الله! إنت فاكر إننا قاعدين هنا مش شايفين حاجة من البلاوي إللي بتعملوها؟
السادات : كنت بتتصنت عليا يا جمال؟ (ويضحك)
ناصر: والله وليك مزاج تهزر يا أنور!
السادات : بص بقى انا عارف إنك زعلان مني, صدقني يا جمال أيامك كانت غير أيامي خالص!
ناصر: فعلاً... عشان كده الإخوان إللي حاولوا يقتلوني قبل كدة في منصة المنشية كبروا على أيامك, إنت إللي فضلت تكبرهم يا أنور وغذيتهم, عشان تمسح كل أثر للناس إللي كانوا بيساندوني, وعشان تحاربني في قبري, كنت عايز تمسح من تاريخ مصر ومن قلوب الناس إسم عبدالناصر بأي ثمن عشان الناس تهتف بإسمك! وكان الثمن إن الجماعات الإسلامية إللي إنت كبرتها, بقت أسد متوحش, وإنت اول شخص الأسد ده كله!
السادات : لأ بقى يا جمال عيب عليك أوي تقول الكلام ده!! بقى أنا هحاول أمسح اسمك من التاريخ؟ ده أنا قبل موتك كنت مش برفضلك طلب وكأنه أمر زي السيف على رقابتي! وكنت أول المؤيدين ليك ومشروعك القومي العربي والوطني!
ناصر : آآه! عشان كده مشيت عكس كل اتجاهاتي قبل ما اموت! عشان كده يا انور رجعت رجال المخابرات الفاسدين إللي طلعوا في حملة التطهير سنة 68, أمثال صفوت الشريف... ورحت عامله وزير!
السادات : لا لا لا يا جمال! إنت مش مديني فرصة أدافع عن نفسي! وما تنساش كمان إني زي ما ارتكبت اخطاء إنت كمان وقعت في أخطاء كتير! إنت يا جمال لازم تسمعني وتعرف إن كل إللي انا عملته كان علشان خاطر مصلحة البلد و لسلامة البلد!
ناصر : وأنا مش هبقى ديكتاتور زي ما أقنعت الشعب, وهاسمعك للآخر... و ياتقنعني يا أقنعك ... ولاوني شايف إن فات الأوان خلاص!
جلس السادات إلى الكرسي المجاور وربت على كتف ناصر ليستهل حوار طويل......
Comments
Post a Comment