الاحتفاء بشهداء ثورة 25 يناير, وبأمهاتهم, في المركز الكاثوليكي المصري للسينما!



هكذا تبدو الصورة... وجوه مشرقة تلتف حولها روح المحبة والبركات. كنت قد ذهبت إلى المركز الكاثوليكي المصري للسينما بدافع الفضول, كنت أود فقط حضور فعاليات مختلفة بعد الثورة. ولكن ما رأيته غير ما توقته! كنت أظن أن كل ما سيحدث هو مجرد إلقاء أحاديث وتكريم عابر وشفهي للشهداء. ولكن ما حدث كالآتي:

ظللت أبحث في وسط البلد سائلاً الناس "أين المركز الكاثوليكي للسينما؟" ولم يدلني أحد. حتى وصلت قرب المكان معتمداً على توجيه أحد الأصدقاء الأعزاء. وجدت عربة جيش مضرعة تقف بجانب كنيسة, وسألت جندي كان يجلس مع جندي شرطة "أهنا المركز الكاثوليكي؟", قال "لا أعرف! ولكن هنا كنيسة!", اكتشفت أنه لا يعلم مسمى المركز بالتحديد ولكنني تأكدت أنني في المكان الصحيح بعد أن قال لي أن هنا احتفالية.
دخلت مدعواً من صديق فنان كان قد دعاني إلى الحضور, الإخوة المنظمين الشباب كانت معاملتهم راقية ورفيعة. في القاعة جلست بقرب المسرح وترقبت...
المذيع المتمير أسامة منير قام بتقديم الحفل إلى جانب الأب بطرس (المنظم للاحتفالية), اكتشفت أنها احتفالية لتكريم أمهات شهداء 25 يناير. شاهدنا أفلام ممنتجة تعرض صور وأسام وأعمار الشهداء رحمهم الله جميعاً وأدخلهم فسيح جناته, سمعنا أغان وطنية, رأينا أمهات الشهداء الفاضلات يُكرمن على المسرح... في وجوههم فرح يدمع, ونشوة باكية. سمعنا كلمات أمل من رجال دين تحث على سمو الروح والحب الصادق, رأينا كوكبة من الفنانين تعتلي المسرح وتكرم الأمهات بأنفسها, وبالأخص الفنان يحيى الفخراني... الذي قال في كلمته أنه لم يكن يتخيل أنه سيحيى حتى يشهد ثورة على الفساد بهذا الشكل, وأنه سيستفيد منها قبل أحفاده!



الفنانة العريقة آثار الحكيم قالت لكل أم أمام الملأ: لا تظنن أن القصاص بيعد... من قتل أولادكم سيلقى عقابه آجلا أم عاجلاً, ومن قتل يُقتَل ولو بعد حين! أما بالنسبة للفتنة التي يحاول بعض الخونة إشعالها بين المسيحين والمسلمين فهي لن تجدي نفعاً, لأننا كيان واحد, وليس بيننا مسلم أو مسيحي, ولكن هنا نقول.... أنت إما شخص مؤمن أو غير مؤمن! 





حضر من الفنانين أيضاً بوسي, مجدي صبحي, سهير المرشدي, وليلى طاهر.
"يوم الغد عرس ديمقراطي... ولكنني سأقول لا وكلنا سنقول لا للاستفتاء على تعديلات الدستور", هذا ما قاله معظم الفنانون وصفق لهم الجمهور بحرارة.



أما ما مس قلبي بحق, هو دعوة الأب بطرس للجمهور للوقوف جميعاً, المسلم يده بيد المسيحي, حتى يقرأ المسلم الفاتحة للشهداء, ويقرأ المسيحي صلاته أيضاً مع أخيه في نفس الوقت. وجدت الفتاة الوقورة الجالسة بجانبي تمد إلي يدها داعية إلى ذلك... وقرأت أنا الفاتحة, وصلت هي صلاتها. كانت تلك أكثر لحظات حياتي المفعمة بالأمل! تعلمت أن أم كل شهيد بذلت كثيراً لهذا البلد, وأولادها خير عطاء! وكان ذلك خير تكريم لاأم في عيدها... يوم عيد الأم... أو حسب ما سماه المركز... يوم العطاء!

Comments