تفنيد اتهامات فقدان الإنسانية لدى الشعب المصري

أولا أنا سمعت تقارير غير منصفة وغير واقعية من هويمن رايتس واتش منذ حرب غزة اللي أنا كنت باحرق دمي عليها في وقت كان كل الناس متحاملين على الفلسطينيين وبيقولوا "دول الخيانة في دمهم" ودلوقتي بيتكلموا عن الانسانية اللي الشعب المصري فقدها، وأعرف كمان إن هبة مرايف (مديرة الفرع في مصر) ذات نفسها تعجز عن الرد على حاجات كتير أنا وغيري وجهناها ليها وتحويل المنظمة لحقوق الإنسان الإخواني فقط. وكمان مش مستعد أنساق ورا شخص بيكلمني عن "حقوق الإرهابيين" (كما قال اللفظ فعلا، قبل فض الاعتصام، وفي وقت كان فيه كنايس بتتحرق وناس تتقتل). بالنسبة للمخرج الآمن فاكان موجود وأنا شفته والناس خارجه منه وكمان كانوا بيشاوروا بعلامة النصر (دليل على النفسية المرتفعة، لا الحزن المفقع ولا الانهيار من فقدان الناس)، والنسبة والتناسب لا تنطبق عند المقارنة بساحة حرب كبيرة وجبال في لبنان وأرض وحرب عصابات في غزة مع إشارة رابعة المتكدسة بالناس اللي استخدمت كدروع بشرية للي بضرب بالآلي (ومن الغي البين المقارنة بين حرب بين جيش إحتلال يعتدي على دولة لبنان أو فلسطين في بيتوهم، وبين عصابة تتعمد بناء سدود لقطع الطريق وأعمال خراسنية للدشم، وتهديد حياة أهل المنطقة بحجة الشعرية، وبالتالي المُعتدي على الشعب والدولة هنا هوا الإخوان مش الأمن لو هانتكلم منطق)، الضرب بدأ من جهة رابعة في وجه الأمن وسقط منهم عساكر وكان ده سبب الرد المسلح، اذاعة فض الاعتصام لم يستجيب لها المعتصمين ولم يعقدوا العزم على الخروج، بل أصروا على البقاء وسط مقاومة مسلحة (مهما كانت قليلة) وممكن تسمع التحريض على مقاومة الأمن وعدم الخروج من المنصة ذاتها اللي كالعادة تهدد بل وتطلب من الناس النصر أو الشهادة (بل وأيضا عدم تسليم المصابين اللي الاسعافات ولا المستشفيات والاصرار على علاج بدائي ليؤدي للموت، أو الإمساك بكاميرا تبث الحدث "عشان نفضح الجيش الانقلابي الخائن). وعدم الاستجابة لأمر قانوني للفض ومقاومة الأمن تسليحا أو تأييدا لمن يحمل السلاح معناه الوقوف أمام القانون، وبالتالي الأمن عنده الغطاء القانوني ده غير الغطاء الشرعي (بخصوص الخروج على الجماعة وأهل الحل والعقد - وارجع للحديث). أما نسبة 1:21 فا الحقيقة أنا مش مندهش جدا يعني، لما يضرب مسلح من بين الخيم، ويستخبى ورى دروعه البشرية (ومنهم النساء والأطفال كمان) يبقى توقع عدد كبير من الرصاص يصيب عدد كبير من الناس قبل ما يصيب المسلح. السؤال هنا، بعد التحذير الصوتي، ألم يخلي الطرف الأمني مسؤوليته من قتل "غير المسلحين"؟ إذا أصروا على البقاء وسط المسلحين، أكيد هاينضربوا بالرصاص عن طريق الخطأ حتى لإن المسافة الكبيرة جدا بين مطلق الرصاص و المتطرف وبالتالي هايتصاب "السلميين" اللي بيأيدوه في الضرب، وأرجوا عدم المقارنة بحالة محمد محمود لإن المُعتدي ساعتها كان الشرطة على ناس سلميين فعلا ماحدش فيهم قرب على وزارة الداخلية، هذا ليس ذاك إطلاقا. الشيء الأهم بقى، غير القاء التهم وتلبيس المذبحة للجيش شخصيا (مع إن اللي كان موجود شرطة)، هل من يتاجر بحادثة المذبحة طرح أي حل من الحلول أيا كان لإنهاء بؤرة رابعة؟ حتى الآن مافيش، يبقى قبل ما أطالب بخلع الانقلاب أو السيسي أفكر لو كنت في موقع سلطة الأمن كنت هاتخذ أنهي حلول بالضبط؟ كون إني أصدر المشكلة للإخوان وأكسب الإخوان أرض زيادة استراتيجيا في حربهم المسماه "معركة الوجود" ده بيخسر رصيد 30 يونيو ويلبس 25 يناير الصبغة اللي طلبها أحمد منصور ("يا جماعة ماحدش يقول مرسي مرسي قولوا عايزين ثورة يناير ترجع")، وممكن تقول "لا والله، أنا أقول الحق حتى لو على رقابتي"، طب ما تقدم الحل أو الحق البديل الذي لا ينتج عنه نقطة دم واحدة، يا سلام؟ ياريت حد يكره يعني؟ ولا حد أصلا حابب الموت ولا المذبحة؟! ولا هوا إحنا مجانين عشان نهدر إنسانيتنا ونقول القتل على الفاضي والمليان؟ كيف أصدق أن من يحرض على الشهادة، ويقول ليلا نهارا "الدم والشهداء وقود المعركة" أن يكون بأي حال يحمل نية السلمية؟ وإن كان قول الناس إنها مذبحة، طب ليه ما أيدتش رأي أهل الضحايا إنها "معركة"؟ وهوا مين اللي قال "سناقتل الحضارة الفاجرة" ومن قال "هانفجر مصر" ومن قال "دونها الرقاب" ومن قال "سنقتل وإن قلناها فعلناها، وسنصعد تصعيدات لا يتخيلها أحد"، والمستشار وليد شرابي بتاع المنصة اللي قال "سندافع عن القضية بأي ثمن، مهما كلفنا الأمر من دماء"؟ ومن الذي إختار أن تكون معركة؟ فإذا تحدثت عن "المعركة" فلا تلوم من عقدت النية على محاربته، ولا تتاجر بالضحايا الذين نحزن عليهم جميعا، ونحن حزينون عليهم لأننا لا نختلف على أنها مذبحة لكن نختلف على "من القاتل" ومن يعقد العزم على سقوط الضحايا؟ المحارب الذي يدعوا للمعركة والقتال لا يكون جبانا يتخذ من أهله وذويه ومؤيدينه دروعا بشرية لإن الإنسان مش رخيص! اللي رخص الإنسان هو معتصمي رابعة بدليل الجرائم والمذابح اللي اتعملت أثناء الإعتصام، من قتل وشنق، واغتصاب، واعتداء على أهل المنطقة كلها. يا راجل ده روبرت فيسك نفسه قال أنا كنت ماشي في رابعة، واللي مرافقني شايل كليشنكوف! وتيجي تكلمني على نسبة وتناسب؟ وتقدم بإيدك للإخوان الكارت اللي بيراهنوا عليه للمتاجرة بالأموات (وهذا ما يعملون عليه إذا كنت تتابعهم) عشان تصدير القضية دوليا وتأخذ البلد المسلك السوري بكل أشكاله؟ فكر فيها كده، فكر في الأمن اللي ماراحش ذبح في معتصمي الفتح رغم قلة الأدب والتلفيق (عن موضوع ضرب قنابل الغاز داخل المسجد وطلع في الآخر هما اللي فتحوا طفاية الحريق، والتحالف الدرامي من الأخت شيماء مع الجزيرة وتمثيل الأخ الميت اللي رفع رجله واضطدح ان جرحة لون على القميص) من طرف الإخوان، إلا إن الشرطة المجرمة بمساندة الجيش السفاح عملوا حائط بشري لحماية الإخوان أثناء خروجهم من المسجد وكان الأهالي عايزين يقطعوهم تقطيع من الغيظ. كانت الانسانية وحشة هنا برده؟ لما كل عسكري يسمع بودانه شتيمته من الست شيماء وهيا خارجه في حمايته وبتوقوله هو والناس "إنتوا أكلكم غرقان بدم الشهداء، وهاننتقم منكم ومن السيسي؟" ويصر العسكري على حمايتها من الناس، ده تسميه عدم إنسانية؟ ولا تعمم صفة السفاح على مؤسسة الجيش كلها لتخرج بصورة بيلهث الإخوان لهثا للمتاجرة بيها؟ والله أنا ما بتبلى على حد، أنا أهلي منهم إخوان مقربين كمان، وآخر جملة سمعتها منهم قبل فض الاعتصام بأيام هي "هاندبح السيسي والجيش على العيد، وإياكم تكونوا مع الكفرة العلمانيين"، ودول أهلي! ما بالك لو لم يكونوا أهلي؟ أنا عمري ما أرضى الموت لحد حتى لو استعداني، بس سياسة "إما أحكمك أو أقتلك، يا إما أقتل نفسي عشان أكون الضحية وأتاجر بالصورة لنصرة الإسلام" ده رخص وكهن ناس ربنا ينتقم منهم. دي وجهة نظري، والله ينتقم أشر إنتقام من اللي قتل أو كان السبب في قتل بنت البلتاجي، ألف مرة، وإن كنت على خطأ فا ربنا يظهر الحق لإنه أهم مني ومن نرجسية أي حد عايز يثبت إنه صح وخلاص. واللهم اهدينا لحسن الختام واظهر الحقيقة

Comments