الرئيس مرسي يقرر الانسحاب من جماعة الإخوان المسلمين ويستقيل من حزب الحرية والعدالة

نقلا عن وكالة الشرق الأوسط للأنباء، صرح الرئيس محمد مرسي في بيان مهم أنه أخذ قرارا ثورياً لإنقاذ الوطن مما آلت إليه الأمور.  صدر البيان منذ دقائق دون مقدمات. وجاء البيان على النحو التالي:


"يا شعب مصر العظيم، أود الاعتراف بأن مصر قد شهدت أياما قاسية، لم تكن مصر في يوم من الأيام في تاريخها الحديث، أرضا تُشن عليها صراعات العنف بين المذاهب الانتمائات السياسية. أعلم، أن مؤسسة الرئاسة، والمناصرون لنا وللرئيس المدني المنتخب، حملت جبهات المعارضة مسؤولية الشقاق والعنف القائم. وفي مبادرة شخصية منا، قررنا النظر فيما قد اقترفناه من أخطاء، وقد قلت لكم من قبل، قوموني إن أخطأت، فكان واجبا علي الوفاء بالوعد إن وعدت. عندما نظرنا إلى مشاهد الدماء، والتقاتل بين أفراد الأمة، وزيادة الفوضى، وزحام الطرق من نقص السولار، وأعمال النهب والبلطجة، لُمنا أنفسنا لأننا وجدنا أن رئيس الجمهورية يتحمل المسؤولية الكبرى. وعدتكم بأمور كثيرة، بمشروع النهضة الذي تبزغ معالمه قبل 100 يوم من ولايتي عليكم، فلم يتم شيء، وعدتكم بدستور يتوافق عليه كل أطراف الوطن، فلم يتم التوافق عليه، وعدتكم بإصلاح في أمور شتى فلم تلمسوا هذا الإصلاح، وأقسمت أنني سأحترم القانون والدستور فأخلفت عندما أصدرت الإعلان الدستوري ساعيا لتحقيق أهداف الثورة. أأكد لكم أنني وجماعة الإخوان المسلمون نحب هذا الوطن كما تحبونه، ولكن طرقنا في النجاة بالوطن قد تختلف، فخلافنا خلاف في المنهج، لا الأُسس والمبادىء. وعندما نظرت إلى ما وصلنا إليه، وجدت أن الحق أحق أن يُتبع، وأعترف للشعب المصري العظيم الذي انتخبني بحرية وشفافية، وفضلني على منافسي من النظام السابق، أنني كنت مكبلاً بتوجيهات عدة من الجهة التي أنتمي إليها، وكانت أكثر القرارت الصادرة مني ناتجة عن إرشادات من مستشارين لي بحزب الحرية والعدالة، أو بالأخص، جماعة الإخوان المسلمين. ومع مرور الوقت، وجدت أن الإرشادات والتوجيهات لا تصب في مصلحة الوطن، ولكن تزيد الاحتقان والشقاق، فأصبح الأخ يخالف أخاه، والإبن يخالف أباه، والبنت تعوق أمها، وتفرقت الأهداف، وانهار الاقتصاد وتدهورت السياحة وهبطت العملة وزال الأمن، وزاد الجوع. وكان في خطتي النهوض بالوطن من خلال أمور عديدة، ولكن انتمائي للجماعة لم يمنحني الفرصة إلا لما أُتيح لي، ووجدت رئيس الجمهورية تابعا لحزب لا لوطن، رئيسا لجماعة لا لشعب، حاكما لفصيل لا لدولة، فقررنا الرجوع عن ذالك والاعتراف بالخطأ، وربما الجرم الواقع بسببي، فكم من الأرواح البريئة أُزهقت بسبب قرارات لم تدرس توابعها. لذلك، قررت أنا، رئيس الجمهورية، محمد مرسي، بصفتي وشخصي، الانفصال التام والنهائي عن حزب الحرية والعدالة، والانسحاب التام من بيعتي لجماعة الإخوان المسلمين. من اليوم، أأكد لكم أني سأعمل جاهدا على إثبات أني رئيس لكل المصريين، وألتمس من الشعب العظيم العذر، وأرجوه أن يسامحني على كل خطأ أو جريمة أو سقطة مني. وأسألكم أن تمدوا لي يد العون وتعطوني فرصة أخيرة لأثبت حسن النية وأنهي أزمة الثقة، لن أعمل بعد اليوم دون عون قوى الوطن المتنوعة و أهل الكفاءات، لا أهل الثقة. مصلحة الوطن فوق الجميع وأنا خادم لكم، وإن أمرتم برحيلي فسأُلبي النداء، ولكن بعد أن أجتمع مع أقطاب المعارضة وكل ممثلي الحركات السياسية الذين يحملون مطالبهم، أدعوهم للقاء يوم الجمعة في الساعة الثالثة عصرا للتباحث حول قرارات جادة وفعالة. أعود وأأكد أن ما فات قد فات وأن القادم في صالح مصر إن شاء بي أو بغيري، مصر تسع الجميع، والجميع ينجون بها. وفق الله مصر ووفقكم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته"

واستيقظت من حلم جميل... يكون فيه ضمير الناس في المرتبة الأولى من كل عمل أو قرار. هل يعجر مرسي عن إلقاء خطاب كهذا؟ أيعلم مرسي أن بيان كهذا قد ينقذ مصر من كارثة كبيرة وقعنا بها؟ لا طبعا! لأن الرئيس مرسي يظن أن مصلحة الجماعة هي نفسها مصلحة مصر، بل والإسلام نفسه، حتى وإن كان على حساب دم أخيه المسلم (أو المسيحي على فكرة). ولأن الرئيس يؤمر ولا يأمر، يتلقى التعليمات ولا يعطيها، ولا حتى يفكر في مبادرة خلاقة وجديدة كالخروج ببيان كهذا على الناس، فبيان كهذا وحده قرار ثوري، يضع الجماعة في التساوي مع باقي أحزاب الوطن وطوائفه. 

حتى وإن خرج مرسي بقرار كهذا، لن يصدقه الناس، لأنني قدمته هنا الآن قبل أن يفكر الإخوة بالجماعة فيه، أو يفكر هو فيه أيضا، وما أدراك فربما اصدر هذا القرار كوسيلة للخداع للاستمرار في الحكم وكسب بعض "الاستقرار"؟! كما نعلم، الأزمة أزمة ثقة... نحن لا نبحث عن انتماء الشخص أو نواياه، بل نبحث عن أعماله، فنحكم عليه...

وليت الحلم حقيقة  

Comments