بغض النظر - رحلتي إلى لبنان

بغض النظر عن كل الدمار النفسي والحماقة السياسية التي تشهدها مصر في الوقت الحالي، أود نقل صورة مشرقة عن مجتمع مجاور قمت بزيارته من شهر فات. 

في لبنان، يوجد صراع طائفي هادىء نوعا ما، وأحداث غير سارة في كثير من الأحيان بحكم الوضع الساري في سوريا. ولكن بغض النظر عن كل الخلافات بين الطوائف، مشيت في شوارع بيروت، ولاحظت تحضر عريق.



التحضر الذي يشمل النظافة، الأدب، الشياكة، الرقي، الذوق، الالتزام في العمل، والضمير. من السيء أننا أخذنا من لبنان أسوأ ما فيها وتركنا تحضر عاصمتها. أخذنا التفرق، والتعصب للمذهب والتشدد في الانتماء السياسي. وما صدمني أن الكثير ممن لا أعرفهم كرروا لي جملة واحدة: "خسارة الثورة اللي عملتوها في مصر..." فقد استلمها تجار الدين.

هكذا هي سمعتنا دائما في الخارج، متهمون كشعب بما لا ذنب لنا فيه، ونقاد اللي مصير لا نرغبه بسبب قطاع عريض منا. متى يرفع المصري رأسه عاليا خارج وطنه، الاجابة: عندما يستطيع رفع رأسه داخل وطنه. عندما نأخذ من لبنان الاهتمام بالمظاهر الحضارية (لا الدينية الزائفة)، والرقي في التعامل، والنظافة في الملبس والطرقات، التعليم الجيد، التعايش مع المختلفين، التأقلم مع الصعاب، وتقديس العمل.

فأيها المصريون، تلبننوا بشكل صحيح.





Comments