الرسالة وصلت، إذأً هو التمرد!

للأسف الشديد، يتعامل قطاع كبير من الشعب المصري بميدأ "إن كان ليك عند الثورة حاجة، قول لها يا سيسي".  يعول الكثير، يتوكلون، بل ويتواكلون على الجيش لإنقاذهم من ورطة حكم الإخوان وما آلت اليه مصر من انهيار اقتصادي وانفلات امني وخضوع قانوني والمزيد من الجهل والجوع والأنانية. ومنذ بضعة أشهر وكل من الفريقين، الشعب والإخوان، يلعبان في مباراة كرة على من سيربح الجيش! ويتقن كل منهما الـ "تعديد" على نغمتين: "الجيش معايا وهاينزل" و "الجيش هو الرئاسة ومع الشرعية".

أعتقد من العيب أن نلبس الجيش زي الفتاة التي يتصارع على قلبها مراهقان، هذا يعول على الجيش وذاك يقول الجيش مني وفي. وتمادى الأمر بأنصار الجيش، ككثير من الفنانين الذين يبكون امام الجيش راجين نزوله للشارع والإطاحة بالإخوان، أن يراهنوا حتى انفهم ان الجيش لن يتخلى عنا ويتركنا للإخوان وينادونه بالنزول في كل المنابر.

وجاء القول الفصل من الفريق السيسي حاسما في آخر لقاء صحفي معه عند دعوته للفنانين والمثقفين لحضور عرض عسكري للقدرات القتالية:" لو نزل الجيش الى الشارع انتظروا عودة مصر لطبيعتها بعد 30 عاما! "
وأضاف متفضلا: نحن نؤمن الانتخابات... (وهذا يفاجىء الكثيرين الذين سيسألوا أنفسهم : وهل سيرضا بانتخابات البرلمان؟ وهل سينتظر حتى تحدث الانتخابات أصلا؟!!!) نعم! 
مخطىء من يظن أننا نتعامل من جيش جمال عبد الناصر، هذا الجيش تحمل الكثير في فترة حكم المجلس العسكري، ويحب اقتباس دور "الزعلان المأموص" فضلا عن تلبية نداء الناس. فأنا والكثيرين غيري لم نندهش من ردود الجيش على نداء الشعب، لأن الجيش محدد، لا يريد خوض تجربة تشتته ثانية، له دولته، له حياته وجنوده، ولنا حياتنا، تتداخل الحياتين في بعض الأوقات ولكن لكل منهما استقلاله، شئنا أم أبينا، ولن يتغير هذا الا اذا استيقذنا من وهم هذه الجملة "الجيش معنا"، لا الجيش يريد العيش بسلام ولذلك يفضل "الشرعية" ، تكون الشرعية بقى مع مبارك أو مرسي أو حتى مع أبو اسماعيل مش مهم... المهم أن يضمن سلامته الشخصية وسلامة حدود الدولة. يجب التعامل مع هذه الحقيقة التي أثبتتها المواقف والتصريحات، ولا وضوح اكثر مما قاله الفريق عبد الفتاح السيسي، الفتاة التي تتصارعون عليها خذلتكم واختارت "الشرعية" التي هي على الورق. وعلى الورق أيضا يقول السيسي أنكم يجب أن تتحملوا طابور الانتخابات بدل التقاتل، وأن مشروع قناة السويس كويس ومستوفي الشروط يا جماعة! 
وأعتقد أن الرسالة التي تنتظرونها من الجيش وصلت!

حلكم الوحيد أن تكونوا أنتم الشرعية الفعلية على الورق، لأن سقوط شرعية مرسي الحقيقية لا يعترف بها الجيش حتى الآن، وإلا كان أنقذنا يا سادة. يكفي التعويل على الجيش أكثر من ذلك، حقيقي كفاية يعني، لحفظ ماء الوجه وقد أحرجنا أنفسنا بما فيه الكفاية. التعويل الوحيد يجب أن يكون عليك... على الشعب، فإن أردت يا شعب الاستيقاظ، فوجب عليك التمرد ... أتفضل امضي...
ولو لم يكن لديك ورقة وقلم فسجل تمردك الرسمي من خلال الرابط: 

استمارة تمرد الورقية


Comments