عرائس المارونيت - شعب قبطي (مصري) يتم التلاعب به
عائدا بسيارتي من الخارج فأسمع المذيعة الفاضلة عبر الراديو وهي تقرأ نشرة الأخبار, فإذا بها تقول... "ومقتل 3 من شهداء القوات المسلحة على يد أقباط تظاهوا أمام ماسبيرو أطلقوا الرصاص وحملوا أسلحة بيضاء..." حسنا... وأين الضحايا 17 في صفوف المتظاهرين المسيحيين؟ ذهبوا مع الريح؟ إلى متى سيظل نفاق الإعلام المحلي للحكومة والنظام مهما كانت ملته؟!!
ما حدث الليلة نتيجة طبيعية لعدم الاكتراث لمطالب الشعب سواء كان من مسلميه أو مسيحييه! ماذا ننتظر من مجموعة ظلمها النظام سابقا ظلما بينا وخدعها... واليوم يظهر لهم السادة المدعوين بالسلفيين ليزيدوا الطين بلة؟! يقرر المسيحيون ترميم كنيسة في أسوان... فيقف الإخوة السلفيون أمامهم معترضين!! لماذا يعترض السلفيين على ترميم كنيسة؟! حتى وإن كانت الدولة إسلامية فلا حق لأحد أن يفرض على أهل الذمة (المسيحيين وهم أهل الدار كما يقول فقهاء المسلمون) أي شروط لإقامة طقوسهم الدينية ما لم يضر الغير! وهنا غضب المسيحيون ولكن كظموا غيظهم وتدخلت الشرطة العسكرية الفاضلة لتحل المشكلة, ومن منا يعلم طريقة تعامل الشرطة العسكرية يتوقع أن تقبض على الأفراد السلفيين الذين هم سبب عرقلة ترميم الكنيسة , كما فعلوا سابقا مع مئات الثوار الذين قبضوا عليهم وأحالوهم إلى السجن والمحاكم العسكرية... ولكن لا! هذه المرة أقدمت الشرطة على السماع للسلفين سائلين "ما شروطكم يا سلفيين لتسمحوا للإخوة المسيحيين ليرمموا كنيستهم؟" فقال السادة السلفيين "شروطنا هي : ألا يضعوا ميكروفونات أو سماعات مكبرة للصوت في الكنيسة... وكمان... لا يعلقوا عليها صلبان"!! كنيسة بلا صلبان؟ وماذا إن كان الصليب جزء أساسي من العقيدة المسيحية؟! سمع أسقف الكنيسة هذه الشروط والعجيب جدا أنه قبل بها في نوع من الحكمة! حسننا... فذهب الموضوع بعدها إلى استقرار قصير حتى طلع السادة السلفيين مرة أخرى لهدم الكنيسة!! ذهب القس إلى المسؤولين في وزارة الداخلية وتخي سيدي الفاضل ماذا كان ردهم.... "هوا فين الكنيسة؟".... أتذكر محمد صبحي في مسرحية "الجوكر" عندما كان يقول لمحمود القلعاوي "لم الثعابين!! لم النعابين!!" ولم تكن هناك ثعابين! فكان رد القلعاوي "فين الثعابين"؟
وكانت حادثة جائرة (كهذه) على طائفة من طوائف الشعب المصري المظلومة شرارة لما شاهدناه الليلة من دماء. ونعونا نوضح الآتي: أن المظاهرة أو المسيرة المسيحية كانت سلمية وسليمة منذ انطلاقها من شبرا, ثانيا, المسيرة كان بها مسلمين, وثالثا وحسب شهود إعلاميين ,كانوا في المسيرة , المتظاهرون لم يكونوا يحملوا أسلحة, ولك أن تتخيل يا سيدي الفاضل هذا السؤال... من الذي من مصلحته الاحتكاك مع الجيش المتمثل في الشرطة العسكرية التي كانت تؤمن المظاهرة أمام ماسبيرو؟! المسألة ليست بحاجة إلى ذكاء خارق, أنت مخطىء أنت مخطىء مخطىء مخطىء مخطىء إذا ظننت أن النظام السابق سقط بالفعل, نحن نتحدث عن مليارات وكنوز قارون في أيدي كلاب مازالوا خارج السجون حتى, يمولون الثورة المضادة, وأنا وإن كنت من أنصار "إحنا آسفين يا ريس" سأفعل الكثير والموضوع بسيط ... لدينا ثلاث عناصر: متعصبين في الطوائف الإسلامية (السلفيين) ومتعصبين من المسيحيين (وأنا متعاطف معهم لما حدث لهم) وأناس تحت خط الفقر احترفوا الدم وسيلة لأكل العيش (البلطجية), وأنا أجزم 100% أن أعداد كبيرة من البلطجية ظهروا اليوم وبدأوا الشرارة لتشتعل الحرب بين الإخوة المسيحيين والشرطة العسكرية, وما يأتي بعد الشرارة كل شر, والاحتكاك يجلب احتكاك ويزيد لأن الظلم يفجر الغضب الكامن في نفس المظلوم ! أنا لا أقول هذا الكلام دفاعا أعمى عن المسيحيين, أنا مسلم أعتدت أن أعاهد الله على قول الحق ومن غيره أكن خائنا لديني, ووطني, وذاتي, هواء ليس ملكي وحدي, والأرض ليست ملكي وحدي, ودور العبادة وحق اختيار الدين لا يجوز لأحد أن يعترض عليه,أنا أكره إلى أبعد درجة أن أرى دماء 17 شهيد مسيحي على سلالم المستشفى, و أكره أن أرى رؤوس وأرجل متظاهرين إخواني تتساوى بالأرض وتُدهس بالعربات المضرعة... آسف! هذا لا يعنى أنني لست حزينا على من مات من الشرطة العسكرية (في النهاية هم شباب مصري) ولكن أرفض أن نعتدي على 17 مصري ليلقوا حتفهم ونهون من شأنهم لأنهم مسيحيين!! ربما يكون بعض منهم تجاوز زلكن وإن تجاوز فقد فعل ذلك لأنه اعتقد أنه ظُلم... وكان الأجدى من القائمين على الدولة مخاطبتهم بروح الجدية! وها نحن غدا (ربنا يستر) في انتظار تصاريح ستخرج من المجمع الذي سيعقده البابا شنودة مع أساقفة مصر! ما حدث الليلة سنتحمل وزره جميعا, مسلمون ومسيحيون, كفوا عن النظر لأنفسكم وكأنكم مختلفين... وحاولوا أن تقتلوا الكره أو الفتنة في أي نقاش... وعودوا إلى الإنجيل... عودوا إلى القرآن الكريم, ستجدوا فيهما الحكمة والرشد خيرا من الاحتقان الذي ممكن ومن المحتمل أن يظهر بين مجمزعات ضعيفة الأنفس والاستقامة! مصر ليست ما رأيناه اللية, فأرجوا من الإخوة المسيحيين أن يهدأوا وليعلموا أنهم تضرروا كثيرا وعانوا كثيرا ونحن المسلمون نعلم ذلك لأننا أيضا تعذبنا بطرق أخرى... وأرجو من المسلمين (أو بالأحرى بعض المسلمين) أن يكفوا عن انفور من المسيحيين أو الصليب... تذكروا أن رسولكم محمد (ص) أوصاكم بحسن معاملتهم وحمايهم وقال لكم "من آذى ذميا أنا عدوه يوم القيامة"! والليلة مات من الذميين 17.... البقاء لله , واهتدوا جميعا, ولا تتبعوا شرور النظام السابق الذي يتربص لكم, واصغوا لصوت العقل والحكمة واصبروا إن الله مع الصابرين, مسيحيين كنتم أو مسلمين...
Comments
Post a Comment